قبل الغروب

إنها لحظات الوصال بين المحب والمحبوب.. لحظات يناجي فيها الصائم من أكرمه بشهر رمضان ليغتسل من أوزار وأوضار عام اعترته فيه ساعات غفلة ..

هي ساعة أو ساعات تتهيأ فيها السماء لتصغي لمناجاة وتضرع الصائم الذي استجاب لنداء الله عز و جل فصام وأمضى سحابة يومه من خير إلى خير ومن تسامح إلى تسامح .. .. لحظات تتجلى فيها الروح لخالقها وتبوح فيها بلواعج شوقها وما يضح به الصدر من أنين ووجع بسبب ما اقترفت الجوارح في سالف أيامها .. إنها خلجات نفس تود لو أن بينها وبين ما اقترفت بعد المشرقين والمغربين .. تتبرأ من هوى نفس أطاعته في غفلة عن القلب اليقظ .. يا لها من ساعات منّ بها الرحمن الرحيم على عباده المفرطين .. والطامعين بعفوه وتجاوزه عما أسلفت به أنفسهم..

يوحدنا رمضان وتفرقنا الأهواء الجامحة .. يوحدنا رمضان ويجعلنا كلا شعوريا ووجدانيا على مساحة يسكنها مليار ونصف المليار مسلم .. توحد قلوبهم أيام رمضان التي تعزف إيقاعا واحدا في كل ربوع الإسلام .. إنها إجواء رحمانية رحيمة .. وقلوب إلى ربها منكسرة خاضعة خاشعة ضارعة .. وموائد تمتد لتشبع الجائعين من مسغبة ولتجعلهم وإخوانهم على صعيد واحد من الإحساس .. إحساس رمضاني مهيب يشارك فيه الأخ أخاه ساعات نهاره وليله .. صومه وفطره .. كأنما القلوب غدت قلبا واحدا .. مخموم القلب ..تقيًّا نقيًّا لا إثم ولا غل ولا بغي ولا حسد..

» عند الغروب أقول أحبك