rore
عدد الرسائل : 5 تاريخ الميلاد : 20/06/1986 العمر : 37 السٌّمعَة : 0
| موضوع: راوئع أحلام "ذاكرة الجسد" نوفمبر 8th 2011, 19:34 | |
| كيف أنت.. يسألني جار ويمضي للصلاة. فيجيبه حال لساني بكلمات مقتضبة، ويمضي في السؤال عنك. كيف أنا؟ أنا ما فعلته بي سيدتي.. فكيف أنت ياامرأة كساها حنيني جنوناً، وإذا بها تأخذ تدريجياً، ملامح مدينة وتضاريس وطن. وإذا بي أسكنها في غفلة من الزمن، وكأني أسكن غرف ذاكرتي المغلقة من سنين. كيف حالك؟ يا شجرة توت تلبس الحداد وراثياً كل موسم. يا قسنطينية الأثواب.. يا قسنطينية الحب.. والأفراح والأحزان والأحباب. أجيبي أين تكونين الآن؟. __________
فالجوع إلى الحنان، شعور مخيف وموجع، يظل ينخر فيك من الداخل ويلازمك حتى يأتي عليك بطريقة أو بأخرى. __________
كانت تلك أول مرة سمعت فيها اسمكِ.. سمعته وأنا في لحظة نزيف بين الموت والحياة، فتعلقت في غيبوبتي بحروفه، كما يتعلق محموم في لحظة هذيان بكلمة.. كما يتعلق رسول بوصية يخاف أن تضيع منه.. كما يتعلق غريب بحبال الحلم. بين ألف الألم وميم المتعة كان اسمك. تشطره حاء الحرقة.. ولام التحذير. __________
قصة فرعية، كتبت مسبقاً وحولت مسار حياتي بعد عمر بأكمله، بحكم شيء قد يكون اسمه القدر، وقد يكون العشق الجنوني.. ذاك الذي يفاجئنا من حيث لا نتوقع، متجاهلاً كل مبادئنا وقيمنا السابقة. والذي يأتي هكذا متأخراً.. في تلك اللحظة التي لا نعود ننتظر فيها شيئاً؛ وإذا به يقلب فينا كل شيء. __________
لست من الحماقة لأقول إنني أحببتك من النظرة الأولى. يمكنني أن أقول إنني أحببتك، ما قبل النظرة الأولى. كان فيك شيء ما أعرفه. شيء ما يشدني إلى ملامحك المحببة إلي مسبقاً، وكأنني أحببت يوماً امرأة تشبهك. أو كأنني كنت مستعداً منذ الأزل لأحب امرأة تشبهك تماماً. __________
الفن هو كل ما يهزنا.. وليس بالضرورة كل ما نفهمه! __________
وحده المثقف يعيد النظر في نفسه كل يوم، ويعيد النظر في علاقته مع العالم ومع الأشياء كلما تغير شيء في حياته. __________
كان في عينيك دعوة لشيء ما.. كان فيهما وعد غامض بقصة ما.. كان فيهما شيء من الغرق اللذيذ المحبب.. وربما نظرة اعتذار مسبقة عن كل ما سيحل بي من كوارث بعد ذلك بسببهما. __________
فلا أجمل من أن تلتقي بضدك، فذلك وحده قادر على أن يجعلك تكتشف نفسك. __________
كانت تقول: "ينبغي ألا نقتل علاقتنا بالعادة"، ولهذا أجهدت نفسي حتى لا أتعود عليها، وأن اكتفي بأن أكون سعيداً عندما تأتي، وأن أنسى أنها مرت من هنا عندما ترحل. __________
كنت تتقدمين نحوي، وكان الزمن يتوقف انبهاراً بك. وكأن الحب الذي تجاهلني كثيراً قبل ذلك اليوم.. قد قرر أخيراً أن يهبني أكثر قصصه جنوناً.. __________
أخاف السعادة عندما تصبح إقامة جبرية. هنالك سجون لم تخلق للشعراء. __________
أكره أن يحولني مجرد كرسي أجلس عليه إلى شخص آخر لا يشبهني. __________
كيف يمكن لإنسان يائس فارغ، وغارق في مشكلات يومية تافهة، ذي عقلية متخلفة عن العالم بعشرات السنين، أن يبني وطناً، أو يقوم بأي ثورة صناعية أو زراعية، أو أي ثورة أخرى؟ __________
ولكن الدوار هو العشق، هو الوقوف على حافة السقوط الذي لا يقاوم، هو التفرج على العالم من نقطة شاهقة للخوف، هو شحنة من الانفعالات والأحاسيس المتناقضة، التي تجذبك للأسفل والأعلى في وقت واحد، لأن السقوط دائماً أسهل من الوقوف على قدمين خائفتين! أن أرسم لك جسراً شامخاً كهذا، يعني أني أعترف لك أنك دواري.. __________
نحن لا نشفى من ذاكرتنا.. ولهذا نحن نرسم.. ولهذا نحن نكتب.. ولهذا يموت بعضنا أيضاً. __________
جاء عيد الحب إذن.. فيا عيدي وفجيعتي، وحبي وكراهيتي، ونسياني وذاكرتي، كل عيد وأنت كل هذا.. للحب عيد إذن.. يحتفل به المحبون والعشاق، ويتبادلون فيه البطاقات والأشواق، فأين عيد النسيان سيدتي؟ __________
نغادر الوطن، محملين بحقائب نحشر فيها ما في خزائننا من عمر. ما في أدراجنا من أوراق.. نحشر ألبوم صورنا، كتباً أحببناها، وهدايا لها ذكرى.. نحشر وجوه من أحببنا.. عيون من أحبونا.. رسائل كتبت لنا.. وأخرى كنا كتبناها.. آخر نظرة لجارة عجوز قد لا نراها، قبلة على خد صغير سيكبر بعدنا، دمعة على وطن قد لا نعود إليه. نحمل الوطن أثاثاً لغربتنا، ننسى عندما يضعها الوطن عند بابه، عندما يغلق قلبه في وجهنا، دون أن يلقي نظرة على حقائبنا، دون أن يستوقفه دمعنا.. ننسى أن نسأله من سيؤثثه بعدنا. وعندما نعود إليه.. نعود بحقائب الحنين.. وحفنة أحلام فقط.. __________
تشرع مضيفة باب الطائرة، ولا تنتبه إلى أنها تشرع معه القلب على مصراعيه. فمن يوقف نزيف الذاكرة الآن؟ من سيقدر على إغلاق شباك الحنين، من سيقف في وجه الرياح المضادة، ليرفع الخمار عن وجه هذه المدينة.. وينظر إلى عينها دون بكاء. __________
كانت الإشارات المكتوبة بالعربية، وبعض الصور الرسمية، وكل تلك الوجوه المتشابهة السمراء، تؤكد لي أنني أخيراً أقف وجهاً لوجه مع الوطن. وتشعرني بغربة من نوع آخر تنفرد بها المطارات العربية. __________
هذه المدينة الوطن، التي تدخل المخبرين وأصحاب الأكتاف العريضة والأيدي القذرة من أبوابها الشرفية.. وتدخلني مع طوابير الغرباء وتجار الشنطة.. والبؤساء. أتعرفني.. هي التي تتأمل جوازي بإمعان.. وتنسى أن تتأملني؟ __________
ها هو الوطن الذي استبدلته بأمي يوماً. كنت أعتقد أنه وحده قادر على شفائي من عقدة الطفولة، من يتمي ومن ذلي. اليوم.. بعد كل هذا العمر، وبعد أكثر من صدمة وأكثر من جرح، أدري أن هناك يتم الأوطان أيضاً. هناك مذلة الأوطان، ظلمها وقسوتها، هناك جبروتها وأنانيتها. هناك أوطان لا أمومة لها.. أوطان شبيهة بالآباء. __________
هذه هي قسنطينة.. مدينة لا يهمها غير نظرة الآخرين لها، تحرص على صيتها خوفاً من القيل والقال الذي تمارسه بتفوق. وتشتري شرفها بالدم تارة.. والبعد والهجرة تارة أخرى. __________
نحن متعبون. أهلكتنا هموم الحياة اليومية المعقدة التي تحتاج دائماً إلى وساطة لحل تفاصيلها العادية. فكيف تريد أن نفكر في أشياء أخرى، عن أي حياة ثقافية تتحدث؟ نحن همنا الحياة لاغير.. وما عدا هذا ترف. لقد تحولنا إلى أمة من النمل، تبحث عن قوتها وجحر تختبئ فيه مع أولادها لا أكثر.. __________
أمام كل القنصليات الأجنبية تقف طوابير موتانا، تطالب بتأشيرة حياة خارج الوطن. دار التاريخ وانقلبت الأدوار. أصبحت فرنسا هي التي ترفضنا، وأصبح الحصول على "فيزا" إليها ولو لأيام.. هو "المحال من الطلب"! لم نمت ظلماً.. متنا قهراً. فوحدها الإهانات تقتل الشعوب. __________
لو تدري لذة أن تمشي في شارع مرفوع الرأس، أن تقابل أي شخص بسيط أو هام جداً، دون أن تشعر بالخجل. __________ | |
|
تحسين الأشرم
عدد الرسائل : 1070 تاريخ الميلاد : 26/10/1964 العمر : 59 السٌّمعَة : 21
| موضوع: رد: راوئع أحلام "ذاكرة الجسد" نوفمبر 11th 2011, 01:14 | |
| روائع جبران خليل جبران
التذكار شكل من أشكال اللقاء
النسيان شكل من أشكال الحرية
ما أغربني عندما أشكو ألماً فيه لذتي !!
بين خيال الإنسان و إدراكه مسافة لا يجتازها سوى حنينه
بعضنا كالحبر وبعضنا كالورق فلولا سواد بعضنا لكان البياض أصم ولولا بياض بعضنا لكان السواد أعمى
ليست حقيقة المرء بما يظهره لك, بل بما لا يستطيع أن يظهره لذلك إن أردت أن تعرفه, فلا تصغ إلا ما يقوله بل إلى ما لا يقوله
يجب أن تعرف الحقيقة أبداً , وتقولها بعض المرات
يحتاج الحق إلى رجلين: الأول لينطق به والآخر ليفهمه !!
ما أشبه الراغب في فهم المرأة أو تحليل العبقرية أو حل سر الصمت بذلك الرجل الذي يفيق من حلم جميل ليأكل طعام الصباح
الألفاظ لا تتقيد بقيود الزمان فيجدر بك إذا تكلمت أو كتبت أن تضع هذه الحقيقة نصب عينيك
الشعر حكمة تسحر القلب والحكمة شعر يترنم بأناشيد الفكر ولو استطعنا أن نسحر قلب الإنسان ونترنم في الوقت نفسه بأناشيد فكره لقدرنا إذ ذاك أن نعيش في ظل الله
الرجل الذي لا يغتفر للمرأة هفواتها الصغيرة لن يتمتع بفضائلها الكبيرة
قولك إنك لا تفهمني مديح لا أستحقه, و إهانة لا تستحقها أنت
عندما وقفت أمامك مرآة نقية, تأملت ملياً فرأيت صورتك ثم قلت لي : إني أحبك ولكنك في الحقيقة أحببت ذاتك في
قد تنسى الذين ضحكت معهم, لكنك لن تنسى الذي بكيت معه
الفن خطوة تخطوها الطبيعة نحو الأبدية
كل فكر حبسته عن الظهور بالكلام , يجب أن أطلقه بالأعمال
جبران خليل جبران
عندما ولدت كآبتي, أرضعتها حليب العناية, وسهرت عليها بعين الحب والحنان
فنمت كآبتي كما ينمو كل حيّ قوية جميلة تفيض بهجةً و اشراقاً
فأحببت كآبتي و أحبتني كآبتي و احبنا العالم المحيط بنا
وعندما كنا نمشي أناو كآبتي كان الناس ينظرون الينا بعيون تشع حباً
غير أن بعضهم كانوا ينظرون إلينا بعيون الحسرة, لأن الكآبة منقبة محمودة
وأنا كنت متباهياً فخوراً بها
ثم ماتت كآبتي كما يموت كل حيّ و بقيت أنا لوحدي مفكراً متأملاً
وها أنا ذا أتكلم فيثقل صوتي أذناي , و أنشد فلا يصغي أحد من جيراني لإنشادي
وأطوف في الشوارع فلا يعبأ بي أحد
غير أنني أتعزى إذا سمعت في منامي أحد يقول
هنا كان يرقد من ماتت كآبته
جبران خليل جبران | |
|
محمد داود شخلها فراتي نشط
عدد الرسائل : 672 تاريخ الميلاد : 05/02/1972 العمر : 52 السٌّمعَة : 6
| موضوع: رد: راوئع أحلام "ذاكرة الجسد" نوفمبر 11th 2011, 21:28 | |
| من أروع ماقرأت لابراهيم طوقان ....
لا تَسلْ عن سلامتِـهْ روحه فـوق راحتِـهْ بدَّلَـتْـهُ هـمـومُـهُ كفنـاً مـن وسادِتـهْ يَرقبُ الساعـةَ التـي بعدَها هـولُ ساعتِـهْ شاغلٌ فكرَ مَنْ يـراهُ بـإطـراقِ هامـتِـهْ بيْـنَ جنبيْـهِ خافـقٌ يتلـظَّـى بغـايـتـهْ من رأى فَحْمةَ الدُّجى أُضْرِمَتْ من شرارتِهْ حَمَّلَـتْـهُ جـهـنَّـمٌ طَرفَاً مـن رسالتِـه هـو بالبـاب واقـفُ والرًّدى منـه خائـفُ فاهدأي يا عواصـفُ خجلاً مـن جراءتِـهْ صامـتٌ لـوْ تكلَّمـا لَفَـظَ النَّـارَ والدِّمـا قُلْ لمن عاب صمتَـهُ خُلِقَ الحـزمُ أبكمـا وأخو الحزم لم تـزل يـدُهُ تسْبِـقُ الفـمـا لا تلومـوه قـد رأى منْهجَ الحـقِّ مُظلمـا وبــلاداً أحـبَّـهـا ركنُهـا قـد تهـدًّمـا وخصومـاً ببغْيِـهـمْ ضجَّت الأَرضُ والسما مرَّ حينٌ فكـاد يـق تُلـهُ اليـأْسُ إنَّـمـا هـو بالبـاب واقـفُ والرَّدى منـه خائـفُ فاهدأي يا عواصـفُ خجلاً مِـن جراءتِـهْ
تقبل مروري | |
|