وتركونا أشلاءً...

وتركونا أشلاءً ...

كم هي جبانة أنفسنا ...كم أجبرتنا على التجريح بذاتها وبغيرها ... كثيرا ما نحاصر بأفكارنا في سياج الماضي , ونود أن نحلق لنتخلص من الأسر الذي يلاحقنا دوما ... وما نحن بقادرين... ولا الذاكرة قادرة أيضا ...

كم تقسو هذه الأنفس على أناس كانوا دوما بمثابة الرحيق للزهور ... وبمثابة الضوء للقمر ... وقدر العين للبشر ,فآخر احتمالات نتوقعها , نتفاجأ بأنها أصبحت مستوطنة أرجاء حياتا ... ولا تأبى الرحيل لكي نعيش ولكي نستطيع أن نكمل دروبنا ... فقد ملت قاماتنا من الذبول ؟؟؟ وأقدامنا عجزت عن الوصول ...

نتمنى بقوة لو كانت الحياة كلوحة وريشة نرسم ما نشاء ونلون ما نشاء ونترك الفراغ الذي نريد ولكنها فكرة مستحيلة ...

نعجز كثيرا حتى عن إيصال ما بداخلنا ... فكل شيء يمنعنا , كرامتنا , وجودنا , وأشياء كثيرة جدا . هناك كلمات لو نطقنا بها في وقتها لكان الحاضر غير ذلك , لكن جبروت أنفسنا منعنا وردنا بقوة عن فعل أمور تمنينا بقوة لو إنها لم تحدث , فلربنا كانت ستبقى ذكريات جميلة ....

من أصعب اللحظات التي يعيشها الإنسان .. هي أن يرسم في أحلامه حياة يتمناها مع من يحب ومن يختار .. وفي هذه اللحظة يأتي غيرك ويسرق هذا الحلم الجميل ويعيش سعادتك بكل ألوانها ... مهما اختلفت الطريقة ... ولكنها تبقى أخد لمكان كنت ستكون أنت فيه يوما ...

هناك أناس لن ننساهم أبدا ... ولا يعرفون من هم بالنسبة لنا ... ولا كم هو مقدار غلوهم في القلب ... تركونا خلفهم كالرماد بعد اخذ كل الدفء منه ... ربما تركونا لان الظروف أجبرتهم على ذلك ... وهي التي أجبرتنا اليوم لكي نخط لهم هذه السطور ... عسى أن تصل لهم يوما ...

يا من ملكتم أرواحنا ... رفقا بمشاعرنا فنحن لسنا صخور بدون شعور ... لقد اخترتم الرحيل فالف سلامة ترافقكم ... وامسحونا من ذاكرتكم إن شئتم ... وان كانت صفحتنا لا تشرفكم فمزقوها وانشروها في رياح الأيام الفانية ...

صعب لجروح القلوب أن تبرأ ... فهذا القلب عاجز ... كلمة تميته وكلمة تحييه , وكلمة تدفنه وكلمه تواسيه , وكلمه تعاتبه وكلمه تعزيه .. ها هي قلوبنا ... وها نحن نسير معها لنكتشف غدا إلى أين تأخذنا ... ربما قريبا منهم وربما تحرمنا رؤيتهم لأخر الحياة ...

كم تمنينا لهم السعادة ... وان يكونوا اسعد خلق الله حتى لو كان على حساب أشياء كثيرة من حياتنا ... فهم يستحقون ... لن نحزن بعد اليوم , ولن نبكي أبدا ... ولن نحاكي القمر ولن نسرح في الظلام ... لن نتأمل صوركم ... ولن نفتش عن بقايا همسكم ليشدنا إليكم مرة أخرى ... لن ولن ولن ... لن ننكسر ... فإنهم اختاروا بداية السعادة التي رسموها بعيدنا عنا ... واختارنا بعدنا وكل شيء منا ... لن نحزن بعد اليوم ... يكفينا انهم سعداء بفراقنا .....

اخوكم ... مرابط

أخي الكريم مرابط
لعل ما يجعلنا ندخل في دائرة الصمت هو أن الصمت إجابة بارعة لا يتقنها الكثيرون
وإذا أردنا التكلم فإننا سنبحث عن الألفاظ المنمقة التي تبدو كالثياب التي ترتديها أفكارنا
فيجب ألا تظهر أفكارنا في ثياب رثة بالية
بصراحة أحيانا" وليس دائما" تكون الانتصارات الوحيدة التي تدوم أبداً
ولا تترك ورائها أسى هي انتصاراتنا على أنفسنا

ولا يسعني سوى أن أقول لك ::::

الضربات القوية تهشم الزجاج لكنها تصقل الحديد

القضاء على العدو ليس بإعدامه . . وإنما بإبطال مبادئه

ليس الفخر بألا نسقط . . و إنما بأن ننهض كلما سقطنا

ليس شقاؤك في أن تكون أعمى . .
بل شقاؤك في أن تعجز عن احتمال العمى* * *

يهب الله كل طائر رزقه . . و لكنه لا يلقيه له في العش

العزيز الغالي مرابط
تحية عطرة
ترددت كثيراً قبل الرد على موضوعك اللافت واللاهب انتابني شعور غريب وأنا أنتقل من كلمة الى كلمة ومن سطر الى سطر
حقيقة مقال رائع ..
وما أتيت به من استدلال ،واستشهاد على ذلك ثابت

صعب لجروح القلوب أن تبرأ ... فهذا القلب عاجز ... كلمة تميته وكلمة تحييه , وكلمة تدفنه وكلمه تواسيه , وكلمه تعاتبه وكلمه تعزيه .. ها هي قلوبنا ... وها نحن نسير معها لنكتشف غدا إلى أين تأخذنا ... ربما قريبا منهم وربما تحرمنا رؤيتهم لأخر الحياة
كثيراً ما يحاول أحدنا ويبذل الغالي والنفيس لتحقيق أمنية ما، ويشعر انه يقترب رويداً رويدا، فيزيده ذلك إصراراً وحماساً لتحقيق ما يتوق إليه، فأي شخص يرى أن سعادته مربوطة بأمنيته، وأن الشقاء سوف يلازمه طالما انه عاش محروماً من بلوغ هدفه، لكن ما يحدث في اغلب الأحوال، انه عندما يستنفذ أحدنا طاقته، ويتوقف برهة لالتقاط أنفاسه، ومرجعة ذاته ومشواره وما تكبده، يجد انه كان يطارد سراب، وان مبتغاه يسير في مسار آخر موازياً لمساره تماماً، فقد يلحق به وقد يتجاوزه لكنه لن يلتقي معه أبدا.

دعنا نأخذ الحكمة من هذا البيت الشعري الذي شاع بين الناس وحفظوه عن ظهر قلب،

ما كل ما يتمنى المرء يدركه .... تجري الرياح بما لا تشتهى السفن

روى عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا رأيتم الله تعالى يعطي العباد ما يشاءون فإنما ذلك استدراج منه لهم

لذا لايوجد شيء يأتي بالهين والسهل .. الا بالتضرع الى الله سبحانه والله سبحانه قد ذكرنا باية كريمة بالتضرع له
فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين .

انا ماأريد ان اصل اليه هو ان الله سبحانه يأتي بالضراء والبأس على الناس فينجو منها من تضرع ويخذل من تكبر ونسى .. وحال اليوم في كثير من البلاد لايفيدنا الا التضرع الى الله كي لانحسب على من نسى فعوقب ... نسأل الله سبحانه الفتح في حياتنا والرضاء منه علينا وقبول التضرع والخشوع منا والرحمة في ضعفنا فلا حول لدينا ولاقوة الا منه ..

صقر