ويقول سبط ابن الجوزي : سمعت جدي يقول على المنبر في آخر عمره : كتبت بإصبعي هاتين ألفى مجلد
يا الله !
كيف كان يقضي هؤلاء أوقاتهم وكيف كانت غاياتهم ؟!
وكم هىَ تلكَ الأوقات التي تضيع من بين أيدينا من دون أن نكترث لها !!
عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنَّه قال :
" نعمتان مغبون فيهما كثير من النَّاس الصحة والفراغ " رواهُ البخاري ـ صحيح ـ مشكاة المصابيح
إخواني وأحبائي في الله
إنَّها دعوة لنتعرَّف على أهمية الوقت في حياة المُسلم وبخاصة في أوقات الشباب لنغتنمها في معرفة ما علينا من واجبات وسعى جاد نحو تحقيقها حتى يسهل علينا إذا ما كبرنا الإستمرار في هذا الطريق طريقنــــا إلـى الله
قال الإمام أحمد ابن حنبل : ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كُمي فسقط !!
يقول الشاعر : والوقت أنفس ما عنيت بحفظه ... وأراهُ أسهل ما عليكَ يضيع
لننتبه من الآن قبل أن نعض الأنامل ندما وألما على ما فرطنا وضيعنا من أوقات لم نعبد الله فيها حق عبادته أوقات لم نستغلها في طاعة الله وتحسين صلتنا به سبحانه وتعالىأوقات افتقرت لصلاة ليل وصيام نهار وذكر دائم وعمل صالح نتقرب به إلى الله أوقات لم نتل بها كتاب الله ولم نتفقه فيها في أمور ديننا
أوقات لم نحرص على طاعة الله فيها فما بالُكم بأوقات شُغلِت بالمعصية ؟! ولا حول ولا قوة إلا بالله
فلنجعلها لحظة نتفقَّد فيها أحوالنا مع الله ووقفة نحرص فيها على أوقاتنا القادمة ونصدق العزم على استغلالها فهيا إلى تهذيب نفس وإصلاحها وهيا إلى دلالة خير ودعوة إلى الله نرجو ثوابها وهيا إلى قيام وصيام وتلاوة وحفظ قرآن هيا يا نفس إلى العمل قبل فوات الأوان ..
فالدنيا ! دار ممر، والآخرة هي دار المقر ، فخذوا من ممركم لمقركم ، ولا تفضحوا أستاركم عند من يعلم أسراركم.
منقول