وهج التاريخ
مرحبا بكم في منتداكم فراتنا الجميل ونتمنى منكم المشاركة واغناء المنتدى بآراءكم وأفكاركم

مع تحيات أسرة الجميل

عزيزي الزائر يشرفنا الأنضمام الى اسرة فراتنا الجميل

(- تحسين الأشرم -)
وهج التاريخ
مرحبا بكم في منتداكم فراتنا الجميل ونتمنى منكم المشاركة واغناء المنتدى بآراءكم وأفكاركم

مع تحيات أسرة الجميل

عزيزي الزائر يشرفنا الأنضمام الى اسرة فراتنا الجميل

(- تحسين الأشرم -)
وهج التاريخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وهج التاريخ


 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصيدة أنشودة المطر، بدر شاكر السياب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر
Anonymous



قصيدة أنشودة المطر، بدر شاكر السياب Empty
مُساهمةموضوع: قصيدة أنشودة المطر، بدر شاكر السياب   قصيدة أنشودة المطر، بدر شاكر السياب Emptyنوفمبر 2nd 2008, 00:56

من اروع قصائده

قصيدة أنشودة المطر، والتي كتبها السياب عام 1954م، تمزج بين همّ الشاعر الشخصي وهمّه الوطني، فنجده تارةً يتحدث عن حاله وتارةً عن حال العراق وصراعاته. يبدأ الشاعر قصيدته بوصف عيني محبوبته، فيصفهما بغابات النخيل في سوادهما ساعة الحر وبالشرفتين اللتين يغرب عنهما القمر، في قوله:

"عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ،
أو شُرفتان راحَ ينأى عنهما القمرْ"

ويكمل الشاعر بوصف العينين. ثم يتدرج الشاعر من وصفه لمحبوبته إلى وصف حاله وحال العراق أيضاً فيقول:

"والموت، والميلاد، والظلام، والضياءْ"

وذلك للدلالة على حالة عدم الاستقرار التي تنتابه و التي ربما كانت تجتاح العراق في ذلك الوقت حيث أن العراق كان يشهد تقلباتٍ سياسية وفكرية واجتماعية واقتصادية متعددة، وإن في ذكر السياب لهذه التناقضات إنما هو مقدمة أن هناك عدم استقرار في نفسه أو في العراق. وفي مقطعٍ أخر يقول متشائماً:

" كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباكْ
ويلعن المياه والقَدَرْ
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ"

وفي ذلك تجسيد لفكرة يعبر عنها شاعرنا في عدة مواضع في القصيدة، ألا وهي فكرة أن المطر فألٌ سيّء و باعثٌ للحزن، فيقول معبراً عن مأساة شعبٍ جائع لا يريد المطر لأنه لا يزيده شبعاُ، فكأن هذه الحالة شبيهة وحالة الصيّاد الذي يلعن المياه والقدر لأن في هطول المطر خرابٌ لصيده، وذلك لأنه لا يزيده إلا جوعاً. ويعود السياب ليخلط بين همّه الوطني والشخصي في القصيدة، فيتحدث عن حاله و عن حال العراق في قوله:

أصيح بالخليج: (يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ، والمحار، والرّدى!)
فيرجعٍُ الصّدى
كأنه النشيجْ:
(يا خليج
يا واهب المحار والردى .. )

وفي أبياته السابقة يجسد السياب مأساة الخليج العظمى، حيث الخير الوافر لكن ليس لمن يحتاجه، فيستنجد شاعرنا بهذا الخير صائحاً لكن صوت الصدى يعود مدوياً: "يا واهب المحار والردى". وفي حديثه عن موضوع ذات صلة يقول أن في العراق جوعاً دائماً، فأصحاب النفوذ الطغاة لا يتركون خيراً لشعب العراق، فهم كالجراد الذي اذا حلّ على الأخضر أكله ولم يبق منه شيئاً، فيقول:

وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجَرادْ

وكما جسّد السياب التشاؤم والحزن فيه وفي العراق، يعود للتفاؤل و الأمل بمستقبلٍ أفضل. فحين كان السياب يستخدم المطر للدلالة عاى الحزن فيستخدمه لاحقاً في لازمته للدلالة على الخير و التفاؤل، فيقول:

مطرْ ...
مطرْ ...
مطرْ ...
سيُعشبُ العراق بالمطرْ ...

وفي موضعٍ أخر يتفائل الشاعر بحاله وبحال موطنه ويقول قاهراً معاناته ومتحدياً معاناة شعب العراق:

في كل قطرةٍ من المطرْ
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ.
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراةْ
وكلّ قطرةٍ تُراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسم جديدْ
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ، واهب الحياةْ!

ويؤكد هنا على أنه مهما طال الظلام فسيبزغ فجرٌ جديد ليمحو كل هذه المعاناة و الصراعات. وفي مقطعٍ أخر يتحدث عن وجود بريق أملٍ في الخليج، فكأن هناك تجمعات على سواحل الخليج للنجوم ويقصد فيها الأمل والثورة، وكأن هذه الثورة (النجوم) تهم بالشروق و النهضة، حيث يقول:

وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحارْ،
كأنها تهمّ بالشروقْ

في هذه القصيدة تمتزج الطبيعة بالأدب لتخلق صوراً فنية وجدانية ملؤها الحزن و الأسى تجعلنا نحس إحساس السياب ونتلمس صراعاته التي كانت تنتابه أثناء كتابته لهذه القصيدة.لقد لخصت هذه القصيدة كل مشروع السياب الشعري.
ورغم الشهرة الواسعة التي حققتها قصيدة أنشودة المطر لم تخل المجموعة الشعرية من قصائد أخرى قد تتجاوزها في عمقها أو في صياغتها كقصيدة "النهر والموت" مثلا التي يقول السياب في أواخرها: أود لو عدوت لأعضد المكافحين أشد قبضتي ثم أصفع القدر أود لو غرقت في دمي إلى القرار لأحمل العبء مع البشر وأبعث الحياة ان موتي انتصار
وقصيدة "غريب على الخليج" كانت من أقرب القصائد إلى حس السياب التفجعي وقد رافقه مفهوم الغربة في الكثير من القصائد الأخرى مثل جيكور والمدينة مع بعض مسحة تشاؤمية قاتمة في قصيدة المبغى. وظهرت في هذه المجموعة رواسب من تجارب السياب السابقة بتناوله شخصيات اجتماعية كما فعل في "حفار القبور" فكانت شخصية "المخبر" بصور حية خلاقة.كما لازمت القضايا العالمية السياب في هذه المجموعة من خلال اطلالات على النضال العربي في المغرب العربي وتمرير مواقفه من الحرب في قصيدته العمودية "مرثية الآلهة" أو بورسعيد.
لكن الفضل الأهم لأنشودة المطر يبقى ظهور البوادر الأولى لاستلهام الثراث الأسطوري في شعر السياب ومنه في الشعر العربي الحديث، وتماهت شخصيته بتموز وبالمطر كما تماهت صورة العراق بعشتار والمدينة وصارت مفاتيحا لفهم عالمه الشعري. ولم يقتصر السياب على الأسطورة اليونانية على عادة الشعراء الأوروبيين بل أخذ ينهل من التراث البابلي فأحيا رموزا لا تزال إلى اليوم فاعلة في وعي الشعراء وبلغ السياب النضج الكامل في هذه التجربة في قصيدة "مدينة بلا مطر". ونجد رموزا أخرى في شعر السياب كشخصية المسيح في قصيدة" المسيح بعد الصلب" وهكذا ظل ارتباط السياب بجذوره الثقافية في مستوى تحليقه في آفاق جديدة.
وبعد مرور قرابة نصف قرن ما تزال هذه المجموعة الشعر أهم ما نشر في الشعر الحر فقد كانت بدون منازع حجر الزاوية في بناء الصرح الشعري الذي تفيأ في ظلاله كل الشعراء اللاحقون وبين للجميع تجاوز الشعراء للقيود العمود وأقنعت المؤسسة النقدية العربية بجدوى هذا الشكل الجديد.


أنشودة المطر

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ،
أو شُرفتان راحَ ينأى عنهما القمرْ.
عيناكِ حين تَبسمانِ تورقُ الكروم.
وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهناً ساعة السَّحَرْ
كأنما تنبض في غوريهما، النّجومْ ...
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساءٍْ،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريفْ،
والموت، والميلاد، والظلام، والضياءْ؛
فتستفيق ملء روحي، رعشة البكاءْ
ونشوةٌ وحشيّةٌ تعانق السماءْ
كنشوة الطفل إذا خاف من القمرْ!
كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
وقطرة فقطرةً تذوب في المطرْ ...
وكركر الأطفالُ في عرائش المكرومْ،
ودغدغت صمت العصافير على الشجرْ
أنشودةُ المطرْ ...
مطرْ ...
مطرْ ...
مطرْ ...
تثاءب المساء، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثِقالْ.
كأنّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينامْ:
بأنّ أمّه ـ التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها، ثمّ حين لجّ في السؤالْ
قالوا له: (بعد غدٍ تعودْ .. )
لابدّ أن تعودْ
وإنْ تهامس الرفاق أنها هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطرْ؛
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباكْ
ويلعن المياه والقَدَرْ
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ.
أتعلمين أيَّ حُزنٍ يبعث المطرْ؟
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمرْ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياعْ؟
بلا انتهاء ـ كالدَّم المراق، كالجياعْ،
كالحب، كالأطفال، كالموتى ـ هو المطرْ!
ومقلتاكِ بي تطيفان مع المطرْ
وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحارْ،
كأنها تهمّ بالشروقْ
فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ.
أصيح بالخليج: (يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ، والمحار، والرّدى!)
فيرجعٍُ الصّدى
كأنه النشيجْ:
(يا خليج
يا واهب المحار والردى .. )
أكاد أسمع العراق يذْخُر الرعودْ
ويخزن البروق في السّهول والجبالْ،
حتى إذا ما فضَّ عنها ختمها لرّجالْ
لم تترك الرياح من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطرْ
وأسمع القرى تئنّ، والمهاجرينْ
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوعْ،
عواصف الخليج، والرعود، منشدينْ:
(مطرْ ...
مطرْ ...
مطرْ ...
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجَرادْ
وتطحن الشّوان والحجرْ
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
مطرْ ...
مطرْ ...
مطرْ ...
وكم ذرفنا ليلة الرحيل، من دموعْ
ثمّ اعتللنا ـ خوفَ أن نُلامَ ـ بالمطرْ ...
مطرْ ...
مطرْ ...
ومنذ أنْ كنّا صغاراً، كانت السماءْ
تغيمُ في الشتاءْ
ويهطل المطرْ،
وكلَّ عام ـ حين يعشب الثرى ـ نجوعْ
ما مرَّ عامٌ والعِراق ليس فيه جوعْ.
مطرْ ...
مطرْ ...
مطرْ ...
في كل قطرةٍ من المطرْ
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ.
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراةْ
وكلّ قطرةٍ تُراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسم جديدْ
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ، واهب الحياةْ!
مطرْ ...
مطرْ ...
مطرْ ...
سيُعشبُ العراق بالمطرْ ... )
أصيح بالخليج: (يا خليج ..
يا واهب اللؤلؤ، والمحار، والردى!)
فيرجع الصدى
كأنّه النشيج:
(يا خليج
يا واهب المحار والردى.)
وينثر الخليج من هِباته الكثارْ،
على الرمال: رغوه الأُجاجَ، والمحارْ
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريقْ
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرارْ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى.
وأسمع الصدى
يرنّ في الخليجْ
(مطرْ ...
مطرْ ...
مطرْ ...
في كلّ قطرةٍ من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ.
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديدْ
أو حُلمةٌ تورَّدت على فمِ الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ، واهب الحياة.)
ويهطل المطرْ ..

مع تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بسمة الجزائر
فراتي نشط
فراتي نشط



عدد الرسائل : 970
تاريخ الميلاد : 09/01/1977
العمر : 47
السٌّمعَة : 14

قصيدة أنشودة المطر، بدر شاكر السياب Empty
مُساهمةموضوع: رد و تحية   قصيدة أنشودة المطر، بدر شاكر السياب Emptyنوفمبر 13th 2010, 23:34

أنشودة المطر رائعة السياب فيها ما فيها ومما فيها أنا نمط جديد وقتها للقصيدة دمج الوطني مع العاطفي مع الذاتي مع الموضوعي تراه ما كان يقول السياب في العراق السليب ربما كان سيقول أنشودة المطر:
في كل قطرة من المطر
حمراء أو صفراء من أجنة الزهر
وكل دمعة من الجياع و العراة
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
أو حلمة توردت على فم الوليد
في عالم الغد الفتي ، واهب الحياة


تقبل مروري...............شكرا على القصيدة رائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصيدة أنشودة المطر، بدر شاكر السياب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بدر شاكر السياب ( سيرته الأدبية )
» اجمل قصيدة لنزار قبانى
» قصيدة نازفة لشاعرة الفرات تماضر الموح
»  قصيدة : ( الجنة الضائعة ) للشاعر / ياسر إبراهـــيم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
وهج التاريخ :: &&& فراتنــــــــــــــــــــــــــــــــــــا الجميــــــــــــــــــــــــــــــل :: * المنتـــدى الثقـــافي :: منتدى الشعر العام-
انتقل الى: