أفرغ الحقائب يا ابراهيم ... بقلمي

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

اخوتي واخواتي في الله , هذه من اولى محاولاتي بكتابة القصة وكان كنوع من تغير الروتين , وتشرفني ردودكم وانتقاداتكم , ومن الله التوفيق

أفرغ الحقائب يا ابراهيم ...

من بين سكون جسدي وازدحام الأفكار في مخيلتي , تتقاذفني تيارات الآلام الكامنة , وتعاكس بنفسها لصفعني بجرح اليم , أحاول أن أنسى , أو أن أتناسى لكن هذا العقل يأبى الصمت لان التناسي غدا صعب المنال

دولاب السيارة يسير بسرعة البرق ’ ولكنة لا يسبق تفكيري ليرمي بي إلى يوم وداعهم و إنهم أهلي , أم محمد لا انسي تلك الدمعة التي ذرفتها يوم وداعي ولا تختفي بصمة يدها عن كتفي الذي بات متحللا من تيارات الزمن وعيون إبراهيم وعبد الله تناديني لأخر خطوة أخطها وابتعد عنهم فنظراتهم إلي هذا اليوم تعاتبني
ولن تفارقني صورة أصدقائي مروان كابتن فريقنا المحترف وطه حارسنا الأزعر هؤلاء قد دفنت بطولاتهم مع أيام غربتي

ويدخلني شريط الذكريات لملعبنا المميز وأصبحنا نلعب بكل فرح وسعادة فما لبثت حتى صدمني مروان بالكرة فتضايقت وقلت له كم مرة قلت لك لا تصوب إلا للهدف يا صديقي
ولكن لم تكن الكرة من الم كتفي بل هي نداءات سائق السيارة

يقول لي بصوت ( نشاز ) : لقد وصلنا هيا انزل
فنظرت إليه مستغربا وتبسمت قليلا في داخلي
وقلت : هناك فرق شاسع بين هذا الصوت وصوتك يا مروان

نزلت التفت حولي ولا اعلم إلى أين أسير خمسة وعشرون عاما نسيت فيها ملامح ارضي , شوارعها , وحتى نظراتي إلى الناس بدهشة يبدون لي وكأنهم من عالم آخر
لكن هذا الدماغ لا يريد أن يصمت لجعلني أفكر في زاوية من أروقة هذه التقاطعات لأسلك بها طريقي

جلست على مفرق قريب , فلاحت رائحة خبز الأفران لتسرقني لذكريات أم محمد
-يا الله منذ زمن بعيد لم أذق ما كنت أذقه من يديها الطاهرتان , فرغيف خبزها الطازج الخارج من
(الطابون) الصخري بين لي مدى التناقض بينه وبين رائحة هذا الخبز
-فكم احن إلى تلك الأيام
-هل تريد أن تشترى يا عم

سؤال رن بأذني لعدة مرات

يتبع .....

-نعم أريد .
-بل لا أريد .
أجيب بتلعثمات ولا اعلم إن كنت جائعا أم لا ولكن الأفكار ملئت معدتي وأحشائي هذا ما تكلمت به أمام الصبي

نظر إلي ذلك الفتى بنظرة الشفقة الممزوجة بالاستغراب , فعرفت حينها إني أثير الشفقة

صحوت من غفوتي التي لم تستغرق دقيقتين من الوقت ولكنها تزاحمت بالأوجاع
فأكملت مسيرتي علني أجد منزلنا الصخري القديم

وأثناء مسيرتي لم تنسني الذكريات من تفقدها
-كم عشت من أيام ضائعات , وكانت بلا هدف
بيتي الأميركي لا يفارق مخيلتي
-كم اكرهه لذلك المنزل الخبيث

-كم ضاع من عمرك يا محمد
زوجة وبيت ونقود وكلهم هباء منثورا , النساء الغربيات حلم شبابنا , ويتمنوها لكسب المال ووو...
ولكن طفلي جمال الذي أضاعته تلك الزوجة بغربة معراة الجوانب , كان زينة حياتي , كان باسمه يحمل اسم والدي , وبملامحه كل ملامح عروبتي التي لم اعش فيها , فقد سعيت في بلاد الغرب , وبنيت فيها ما تمنيت , وفي النهاية ندمت على ما قد أضعت ...
منذ زمن بعيد لم اعرف أخبارهم ولا يعرفون فقد قطعت عن أهلي كل الروابط التي تجمعنا حتى لا يسألني احدهم عن نفسي التي لم تعد إلا منديلا ممزقا بلا فائدة ...

ايقذتني ثانيتا دموعي الحراء فكفكفها نسيم قريتنا لقد عرفت ذلك النسيم النقي أميزه جدا

-لكن هل يا ترى هذا حينا القديم
لقد تغير كثيرا , أتحسس أحجاره جدران شوارعه مستغربا , فحينا أصبح جميلا جدا

أسير خطوة للأمام واثنتين للخلف
لست ادري إن كنت على يقين انه حينا أو أنني اخشي مواجهة وجوه لا أكاد اذكرها

سنكمل ...

- تفضل أيها الغريب
قول صاحب دكان أظن انه دكان عمي اسحق

لكن كلمة الغريب آلمتني بشدة , ومع ذلك رصصتها في جيوب قلبي الممزقة , وداريت وجعي خلف دمعة أحاول بقدر أن امسك بها
فقلت له : نعم يا عم , تناديني ؟

-قال مستغربا : من أنت يا بني ؟ اشك انك غريب عن هذه الديار

فأجبت بصوت تخنقه تلعثمات البكاء

-لا بل أنا من أصحاب الديار
ولكن اشك أن الديار قد نسيتني ولم تعد تذكرني

وهل يا ترى أهلي يذكونني أم نسيوني كما الديار

-هل أنت مريض يا بني من تريد من حينا عساني أساعدك

واهمس في نفسي ( لن تستطيع مساعدتي يا عم في إيجاد نفسي )

فقلت له بعدها : أتذكر يا عم محمد ابن الحج جمال , الصبي وردي الوجه قصير القامة
فقال بنظرة أظنها أنها قد حركت شكوكه :
-بلي

_ أذكر ذلك الفتى , كان يحرس دكاني اثناء غيابي برفقة الشقي مروان ( والازعر) طه
لكن مروان وطه قد كبروا واصبحو آباء , ومحمد سافر ولم تسمع عنه أخبار قط , فجاء أهله خبر وفاته وأقاموا له العزاء منذ سنين

_ لكن يا بني ماذا تريد منه الآن , لقد أصبح من عداد المتوتى رحمه الله

سكنت مشاعري ,وتجمد نطقي , وأصبحت دموعي تذرف بلا انحباس , ولا اريد ان اصدق ما يقال وكأنني وسط كابوس غامض
لم أشعر بنفسي وقمت مسرعا واصبحت اقدامي تتسارع لاصل لهم ( الاهل )

تسابقني اقدامي ولا اشعر بها ولكنها قالت لي توقف , أمام ذلك المنزل الرائع
لم يتغير فيه شيء , طابون امي بمكانه و ولكن الاشجار التي زرعت منذ زمن قد غطت انحاء المنزل

وها انا على عتبة البيت ...

سنكمل

- ماذا تريد يا بني ؟

ما لا اريد أن اصدقه ان تكون امي قد نسيت ملامحي ايضا

ولكنها سرعان ما برهنت لي العكس , فضمتها وقبلاتها اثبتت لي كم هي مشتاقة الي , كان موقفا ممزوجا بالالم والفرح والشوق والدهشة

- تبسمت لي وقالت بعيونها التان حركهما الكبر : كنت أنتظرك , ورغيف الخبز ينتظرك

- كان كلامها مئلم ولكنة داوى جزءا من الجراح الملصقة بجدران قلبي ,

سالتها متحمسا
- اين اخوتي

ولم تبدا الاجابة حتى انهالوا على المنزل

ها هم أمامي والموقف ازداد تشويقا بداخلي , نعم لقد عرفوني بسرعة وفاضت بعدها أجواء اللقاء و وكان الحياة انارت بلقاء الاحباب

وأبدا بعدها بالسؤال :

مروان , طه , أحمد , وأجمع اسمائهم من جوانب ذاكرتي التي لم تستفق الا حينها
واصبحت أتذكر كل قريب وبعيد , ونطرات الشوق متبادلة بيننا , ولا يريدون اي سؤال أن يعطلهم عن النظر الي
وأنا أكمل مسيرتي ...
والعم سميح , ابو القسم , وأكمل ...

ومن هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

سؤال اوقف النظرات , وعطل اسألتي

كان ذلك سؤال فتاة صغيرة من بنات اخوتي ,وتعيد السؤال باسرار

من هذا ؟؟؟؟؟

كان الجميع يريدون أن يسكتوها , أو انهم يقولون بانفسهم كيف نفهم تلك الفتاة

فاقتربت منها وحملتها , وضممتها الي وقلت ناظرا لاخوتي :

- اتريدين ان تعرفي من هذا
- ( هذا اللذي دفت حياته منذ زمن وعاد ليحيها )

نظرت الي نظرة بريئة غشاها الاستغراب ولم تفهم ما قلته , بدا ذاك واضحا على وجهها
فالقت يدي عنها وركضن بعيدا عني

ولكن السكون الذي ساد حينها غريب جدا , تخيلت نفسي وسط سواد حالك , لم ارى فيه وجوه ولا أجسام , واغمضت عيني بدون شعور

ولا أعلم ما حدث لي بعدها

- محمد بني افق يا بني

فأفقت مرعوبا , تقول لي امي أن رغيف الخبز وصحن الزيت بنتظران
يا للدهشة و أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , يا الله ما أغرب هذا الكابوس

أخرج من غرفتي , أمي في شبابها , والاشجار ما زالت صغيرة وكل شيء على حاله

يدخل اخي ابراهيم مسرعا ويقول : لقد تأخرت عن السفر , فحقائبك اصبحت جاهزة

تبسمت قليلا ... , واطلقت العنان لضحكاتي التي لم توقفها سوى الدموع ...

وقلت بعدها : أفرغ الحقائب يا ابراهيم , فالغربة ليست مطلبي

فضممتهم بشدة وهم في استغراب من تغيير قراري بالهجرة

- نظرت امي لاخي ابراهيم نظرة جامدة ومتخوفة ان اعود عن قراري

وقالت : ألم تسمع قول اخيك

............. أفرغ الحقائب يا ابراهيم ..............

ان شاء الله النهاية تعجبكم

وانتقادكم شرف لي قبل مدحكم

اختكم ... نور الجنة

دمتم بحب الله

نعتذر على الاطالة وزيادة الردود لكن من باب الفصل

الأخــــت العـــــــــــزيزة ( نور الجنة )

أهلا بإطلالتك القصصية

بانتظار التتمة

دمت بخـــــــير

` نور الجنة `

اسلوب جميل

لكن تداخل الاحداث سريع بعض الشيئ

اما عن النهاية

صراحة انا تهت فيها

عذرا

ارجو تقبل المرور

دمت بخير

» سيدنا ابراهيم وزوجته سارة