من هو جروان سابق

للتو أنتهيت من قراءة كتاب ( الأخاء العنصري ) للكاتب غي دي كار تعريب جروان السابق ويعالج في كتابه المشاكل العنصرية التي عانتها الأنسانية تمثلت تلك المظاهر
بالتفريق المخيف والهائل بين لونين حرم عليهما فضاء مشترك ومنعت خير أرضهما عن واحد وأبيحت للآخروصلت حد يكاد يكون طعنة مهينة في شرف الأنسانية

فمن هو جروان سابق

أبو وسام

نبذة قصيرة ( منقول )

«الأدب ضوء الحرية، عشيق الانطلاق، سمر المشاعر والأحاسيس، شقيق الصدق، الأدب شامل كالمحبة الشاملة، فسيح واسع كهذه المسكونة، عزيز كعزة من يخلقه، خالد خلود مصدره، بعد هذا هل ترى الحياة في دارك والموت خارجها؟ الأديب مرهف الحس، شامخ الخيال، دفاق العاطفة، معين فكره لا ينضب إلا بانقضائه، يأبى إلا أن يعرف كل صغيرة وكبيرة، وله فوق ذلك إرادة تدعم وعقل يرشد ومنطق يرجح،»
جروان سالم السابق» ‏
لم يكن جروان سالم السابق إلاّ أديباً كبيراً ومترجماً فذاً، ترجم إلى العربية عشرات الكتب المهمة، وأصدر ستة عشر قاموساً، وكتب الكثير في الصحف والمجلات، وانبرى لتأليف موسوعة ثلاثية اللغات لكن القدر لم يمهله على إصدارها فمات في العام 2005 عن ستة وسبعين عاماً، إذ ولد في العام 1931، فمن هو الرجل؟
ولد في قرية نامر الدرعاوية لعائلة فقيرة المال، غنية الأدب والأخلاق، كان أبوه بناء يبني البيوت والنفوس معاً، تعلّم في مدرسة الراهبات في القرية حتى حصل على الشهادة الإبتدائية باللغتين العربية والفرنسية، حقق الدرجة الأولى ما أهله لكرسي مجاني في المدراس الإعدادية على نفقة الدولة ولكن هذا الكرسي ـ كما يقول المؤلف سليم السابق في كتابه الصادر حديثا جروان سالم السابق ـ منح لغيره، لأنه كان ابن رجل فقير مغمور، ولضيق ذات اليد سافر إلى بيروت ابتغاء للرزق ثم عاد إلى القرية ليعمل معلماً وكيلاً، بعدها نجح في الإعدادية ثم في الثانوية لينتسب إلى جامعة دمشق بفرعي الحقوق والآداب، وحملت قصته الأولى في تلك الفترة عنوان «إلى اللقاء»تخرج في كلية الحقوق عام 1958 واستمر في الكتابة والترجمة والنشر إذ نشر عام 1963 كتاب المرتزقة «مترجماً إياه عن الفرنسية للفرنسي جان لارتيغي وانكب على دراسة اللغتين الانكليزية والفرنسية وفي عام 1964 أصدر عدداً من الكتب التي ترجمها عن الفرنسية ومنها «الغيلان» لجان لا رتيغي وكتاب «الإخاء العنصري» و «النساء السبع» لغي دي كار وكذا كتاب «مأثرة حواء» لهنري ترواييه، أمافي حياته الوظيفيه فقد ثار على الفساد والمحسوبيات والطبقية والتعصب بأشكاله كلها وحارب القبلية والطائفية وبعد كل هذا استقال من وظيفته وباع أثاث بيته وذهب إلى لبنان مع عائلته زوجته وستة أولاد وأربع لغات يتقنها العربية والفرنسية والانكليزية والإسبانية و هناك أصدر قاموس «الاقتصاد» عام 1970 انكليزي ـ عربي وهو الأول في نوعه في العربية وهو الأول في سلسلة قواميسه وفي عام 1971 أصدر قاموس «مجمع اللغات» بالعربية والفرنسية والانجليزية وأصدر كذلك قاموس السابق وهو ثلاثي اللغات وعام 1972 أصدر قاموس الكنز ثم الكنز الوجيز وكنز الطالب والكنز الصغير وكلها بالفرنسية والعربية وعام 1974 أصدر معجم اللغات بالعربية والفرنسية والإنكليزية وكذلك مجموعة كبيرة من القواميس والمعاجم باللغات الثلاث، أما كتاب «المرأة في القرن العشرين» فنشره عام 1970 وقدّمه ميخائيل نعيمة، في غمرة هذه الانتصارات الابداعية اندلعت حرب العصابات في لبنان فعاش الرجل حبيس بيته دون قدرة على العمل أوالإنتاج. يقول جروان في رسالة إلى أخيه: «.. لا أستطيع أن أكتب بعد أن سكت القلم ولعلع الرصاص وتفجرت القذائف، أحداث لبنان أكبر من طاقة التاريخ الانساني.. فالوحشية والهجمية والقذارةو... وصفات صغيرة وتافهة بالنسبة إلى ما يمكن أن توصف به الكارثة...» في بداية عام 1979 هاجر إلى فرنسا وحيداً لا يملك إلا قلمه ونسخة واحدة من مؤلفاته و،هناك وبعد صراع مرير مع لقمة العيش أسس دار السابق للنشر في الحي اللاتيني وتابع العمل بتأليف الموسوعة التي بدأها منذ وطئت قدماه أرض فرنسا وهي بالعربية والفرنسية والانكليزية وكان ينوي إصدارها بعشرين مجلداً ولكن القدر لم يمهله لإتمامها، ولقي في فرنسا مجداً كبيراً حيث انتشرت كتبه وقواميسه في أوروبا وأميركا وتنفس الصعداء مادياً بعد أن أتقن اللغات اللاتينية والألمانية والروسية والهندية. ‏
جروان سالم السابق رجل واحد واختصر جيشا من الرجال في علمه وأدبه وثباته وجلده وعنفوانه، في صبره وطموحه، سمي أبا القواميس بلامنازع، ولهذا ظل وفياً للكلمة وللبعث والتقصي وكأنه غلغامش عصره بحثاً عن الخلود: أين أهداف الإنسان إنها أحلام يراهقها المراهق مضت مكفنة مع أيامه؟ أين الأدب والبلوغ بالأدب.. أمان تكسّرت أجنحتهاونزع ريشها فلا تطير ولا تحمي نفسها من صقيع الشتاء، أين الخلود حلم وردة في أول يوم من ربيعها جاءها الجاني فاعتصر أريجها وخنق عطرها..» ‏

أديباً كبيراً ومترجماً فذاً، ترجم إلى العربية عشرات الكتب المهمة، وأصدر ستة عشر قاموساً، وكتب الكثير في الصحف والمجلات، وانبرى لتأليف موسوعة ثلاثية اللغات

الأخ الفاضل تحسين للأسف الشديد وللمرة الأولى أقرأ إسم هذا الأديب والذي زاد دهشتي أنه سوري فمع الأسف الشديد لم نعطي كل الأدباء والمفكرين والمترجمين السوريين حقهم ولو ذكر أمامنا إسم أي أديب أو فيلسوف من بلد ثاني مهما قلّ شأنه أو كبر نعرفه ونحن أكثر الناس حرصا" على معرفة كل ما يخصه

أما ابن بلدنا .؟؟؟؟؟؟؟؟

سلمت يداك أنار الله دربك وقلبك كنقلك لهذا الموضوع الرائع

كان يقال عنه معجم الأرض في رجل واحد ويقصد جروان سابق

اشكر مرورك الغالي على متصفحي

أبو وسام