حذر مجموعة من الخبراء المتخصصون في الأمور التكنولوجية من أن الجهاز الجديد والذي تعتزم شركة “غوغل” الأميركية العملاقة طرحه في الأسواق ويحمل اسم “GDrive” سيمثل تهديدا حقيقيا على مستقبل أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
وأوضح الخبراء بأن الجهاز الخدمي الجديد والتي تعتزم عملاقة محركات البحث الأميركية طرحه نهاية العام الجاري 2009، سوف يسمح للمستخدمين بتخزين الملفات والمعلومات على الإنترنت وبالتحديد على السيرفرات الخاصة بشركة غوغل بدلا ً من القرص الصلب الذي أعتدنا عليه في أجهزتنا.
وقالت تقارير صحافية بأن تلك العملية والتي أطلق عليها اسم “سحابة الحوسبة ” وترى على أنها المنتج الذي فاق جميع التوقعات حتى الآن، هذا ويعني الجهاز الجديد بأن المستخدمين لم يعد لزاما عليهم أن يقلقوا بشأن أقراص حواسيبهم الصلبة وأخطار تعرضها لبعض المشكلات، فقد بات بإمكانهم أن يصلوا لبياناتهم من خلال أي وصلة إنترنت، وهي الخطوة التي قد تجعل من الحواسيب الشخصية أمرا زائدا بصورة فاعلة.
وبالرغم من ذلك ، فهناك بعض المخاوف بشأن النواحي الأمنية المتعلقة بتخزين مثل تلك البيانات شديدة الخصوصية على الإنترنت بدلا من تخزينها على الحواسيب الخاصة، في الوقت الذي يحذر فيه الخبراء من أن شركة غوغل سوف تحظى بسيطرة غير مسبوقة على معلومات وبيانات المستخدمين.
من جانبه قال بيتر براون من مؤسسة البرمجيات الحرة، وهي جمعية خيرية تساعد في الدفاع عن حريات مستخدمي الحواسيب ، في تصريحات لصحيفة التايمز البريطانية :” الأمر هنا يشبه الحديث الذي يقول “نحن نعيش في ديكتاتورية، والقطارات تعمل بمواعيد محددة”.
وأضاف براون :” لكن هل يهمك أن يكون بإمكان أي شخص أن يري كل ما تقوم بتخزينه على حاسوبك؟ وهل يهمك ان تعرف أن غوغل يمكن الإطلاع عليها في أي وقت لتسلم جميع بياناتك للحكومة الأميركية؟”.
وأكدت التقارير كذلك على أن جهاز “GDrive” سوف يمثل خروجا من عباءة نظام التشغيل ويندوز الخاص بـ ميكروسوفت كما سيمكن المستخدمين من التعامل مع حواسيبهم الشخصية على أنهم برمجيات وليست أجهزة. وأوضح ديف أرمسترونغ، من المشروع الخاص بغوغل :” هناك اتجاه واضح .. بعيدا عن تفكير الأشخاص وهو ( هذا هو حاسبي الشخصي ، وهذا هو قرصي الصلب ) وبذلك يمكنني أن أتفاعل مع المعلومات، وهكذا أتعامل مع الويب “. وقد رفض المتحدث باسم غوغل التأكيد على الموعد المحدد الذي سيطرح فيه الجهاز الجديد.