قصة الحجر الاسود ..

اصاب الكعبة المشرفة سيل جارف، فساهمت قبائل قريش الاربعة بتجديد بنائها . وحينما ارادوا ان يعيدوا الحجر الاسود الى مكانه من الركن الشرقي، اختصموا وتنازعوا، وقالت كل قبيلة منهم : نحن نتولى رفعه ووضعه !
استمر النزاع اياما، وكادت ان تقع حرب دامية بينهم، لولا مجيء محمد (ص) . فلما راوه مقبلا عليهم صاحوا جميعا: (رضينا بالصادق الامين محمد بن عبد الله حكما بيننا ) .
بسط ردائه ثم وضع الحجر الاسود وسطه وقال لهم لتاخذ كل قبيلة جانب من الرداء ثم ارفعوه جميعا ! ولما بلغ الحجر موضعه ، اخذ بيده ووضعه في مكانه .
الحصار الرهيب :
فرضت قريش الحصار على بني هاشم وبني عبد المطلب ، في شعب ابي طالب . وكتبوا صحيفة المقاطعة : الا يتعامل الناس مع بني هاشم، حتى يدفعوا اليهم محمدا فيقتلوه !وعلقوا الصحيفة في جوف الكعبة ! استمر الحصار 3 سنوات ، اكل فيها المؤمنون نبات الارض من شدة الجوع وفيهم ابو طالب وخديجة (عليهما السلام) فارسل الله تعالى على الصحيفة (حشرة الارض) فاكلت كل ما كتب فيها الا (باسمك اللهم) وصارت هذه المعجزة سببا في اسلام الكثير من الناس وفك الحصار .
وبعد شهرين توفي ابو طالب وخديجة وسمى الرسول ذلك العام بـ (عام الحزن) !
طلع البدر علينا :
بعد (3) ايام في غار جبل ثور ، هاجر رسول الله (ص) الى يثرب (المدينة المنورة) فوصل الى قرية قباء ، وقد اسس فيها مسجدا يعرف الان بـ(مسجد قبا) .
ثم انطلق نحو المدينة ، بعد وصول علي (عليه السلام) ومعه فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، وامه فاطمة بنت اسد ، فاستقبله اهل المدينة ، رجالا ونساءً وهم ينشدون فرحين ومسرورين :
طـلع البـدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعـا لله داع
ازدحم اهل المدينة من حوله ، كل يريد ان ينزل بداره ، فارخى رسول الله (ص) زمام ناقته ، قائلا لهم : خلوا سبيلها (أي اتركوها) فانها مامورة (أي مامورة من قبل الله تعالى) .
وفي المكان الذي بركت فيه الناقة ، قرر النبي (ص) بناء المسجد النبوي ، وراح ينقل مع المسلمين الطين والطابوق .
ثم اخىبين المهاجرين والانصار ، ولم يبقى من المهاجرين الا علي (عليه السلام) ، فقال له (ص) انما تركتك لنفسي ، انت اخي وانا اخوك ، انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي .
اذهبوا فانتم الطلقاء !
جهز رسول الله (ص) جيشا من (10) الاف مقاتل ، وتحرك باتجاه مكة ، بعد ان نقض المشركون معاهدة صلح الحديبية .
بعث في مقدمة جيشه سعد بن عبادة في كتيبة من الانصار ، فراح ينادي :
اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى الحرمة
لما سمع رسول الله (ص) ذلك ، غضب ، وقال لعلي (عليه السلام) : ياعلي ادركه وخذ الراية منه . اسرع علي (عليه السلام) واخذ الراية ، ودخل مكة وهو ينادي :
اليوم يوم المرحمة اليوم تحمى الحرمة
ولما دخل المسلمون مكة فاتحين ، دخل صناديد قريش الكعبة خائفين .
قال لهم (ص) : ماتضنون ، ما انتم قائلون ؟قالوا :نضن خيرا ، ونقول خيرا ، اخ كريم ، وابن اخ كريم ، وقد ظفرت .
فقال : فاني اقول لكم كما قال اخي يوسف : لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم .. اذهبوا فانتم الطلقاء .

العزيز ابو وسام



اشكرك على نقل هذه السيرة العطرة




لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم



جزاك الله ألف خير


تقبل مروري